اسماعيل خورشيد .. اسم من نور في جدار الفن السوداني
اسماعيل خورشيد .. اسم من نور في جدار الفن السوداني
بقلم: أمير أحمد حمد
اسماعيل عباس محمد سعد الشهير ب (إسماعيل خورشيد) أحد مبدعي بلادي رجل عصامي، نحت اسمه من نور في جدار الابداع السوداني في مجال الشعر الغنائي والتمثيل والتأليف المسرحي فهو فنان شامل جمع بين الشعر والمسرح والغناء والدراما الإذاعية والتلفزيونية وتدفقه الفني الذي يلامس وجدان الناس كتب للأطفال وللبرامج الزراعية والمرأة والمواسم الدينية مما جعله من أكثر الفنانين إنتاجا في الإذاعة السودانية. ويكفيه أن أغنياته المسجلة بالإذاعة بلغت ١٨٨ أغنية، هذا غير التي لم تسجلها الإذاعة.
وفي مجال التأليف كتب أول عمل مسرحي له في ١٩٤٨م وشارك به في افتتاح المسرح القومي.
شارك اسماعيل خورشيد في أول فيلم سوداني (آمال وأحلام)، كذلك ألف العديد من المنولوجات والاستكشات المسرحية وكان عضوا في فرق تمثيل، مثل فرقة السودان وفرقة محمود سراج.
أما الشعر الغنائي فقد كان فارسه، حيث كتب أغنيات خفيفة الإيقاع وسلسة التعبير تحمل تحمل لحنها في أبياتها. وبدأ كتابة الشعر قبل أن يبلغ سن العشرين في عام ١٩٤٦م فكتب أغنية عاوز أنسى آلامي وأحقق أحلامي ونسعد هوانا.
لحنها وشدا بها اكسبرس الفن السوداني الفنان التجاني صاحب الخيال اللحني الواسع ولكن للأسف لا يوجد له تسجيل صوتي له في الإذاعة التي يورخ في تاريخها أنه أول من عزف في استوديوهاتها العود وهذه مسجلة بالإذاعة بصوت فنان الجزيرة الخير عثمان
وهذه الأغنية تمت اذاعتها مباشرة عبر المذياع واستمع إليها شاعرنا في غبطة وسرور لم يصدق أن كلماته تلحن ويذاع اسمه كشاعر في الإذاعة. هكذا كان على موعد مع الشهرة والذيوع بفضل هذه الأغنية. وبدأ أول سطر في كتابة تاريخه الغنائي، فتغنى بكلماته عدد من المطربين على رأسهم تاج الأغنية السودانية التاج مصطفى، رغم أن التاج مصطفى ارتبط بثنائيته الكبيرة مع الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح إلا أن خورشيد كان أسبق بثنائيته مع التاج، فنتجت عنها أغنيات نالت ما نالت من الشهرة وكانت سببا في ترسيخ أقدامهما في بهو الغناء السوداني فكانت أغنيات يا نسيم قول للأزاهر وأحبابي يانور وب عيني أنا وهمسة حائر وبهجة حياتي والذوق والجمال. وقد ألبس التاج هذه الأغنيات ألحانا ذات إيقاع خفيف أثبتت علو كعبه في التلحين. ثم جاءت ثنائيته مع فنان آخر ملك الأغنيات الخفيفة الفنان سيد خليفة، فمنحه أغنيات ذات إيقاع خفيف فزادتها ألحانه خفة ورشاقة فكانت أغنية قلبي بدق ويا فرحتي زيدي وظلموك ياقلبي عوازل وحبيت لي ملاك وغيرها.
كما تغنى من كلماته الفنان ابراهيم الكاشف بثلاث أغنيات على رأسها أنا بغير عليك. وأمتد تعامله أيضا مع الفنان صلاح بن البادية في أغنية المريود شوية شوية وفي محراب الحب. كما غنى من كلماته الفنان صلاح محمد عيسى وهي أغنية الكأس وأغنية ليالي، وغنى له العاقب محمد حسن أغنية غني يا قمري فهي في الأصل كانت ألحان أوبريت كتبه خورشيد ولحنها العاقب محمد حسن قدمت عشية الاستقلال ولم تسجل للإذاعة لعدم وجود تسجيل آنذاك، ليحافظ على لحن الأوبريت كتب له خورشيد هذه الأغنية حتى لا يضيع اللحن
كما غنى له عدد كبير من المطربين زيادة على ما ذكر أمثال محمد أحمد عوض وعبد القادر سالم وعبد الدافع عثمان ورمضان حسن ومهلة العبادية وعثمان الشفيع.
بهذا الثراء من العطاء وما قدمه للأجيال التي أعقبت فترة حقيبة الفن يعتبر خورشيد من الرواد الذين أرسوا دعائم المدرسة الفنية الحديثة، وإذا نظرنا في سيرته الذاتية نجده لم يتلق تعليما منتظما فكان تعليمه حفظ القرآن في احدى خلاوي الأبيض التي كانت مسقطا لراسه في عام ١٩٢٧م، وانتقل الى جوار ربه عام ٢٠٠٠م، له الرحمة والمغفرة.
ومن جميل أغنياته التي تغنى بها التاج مصطفى كما، ذكرنا الذوق والجمال:
الذوق والجمال والخدود السادة
أدو قلبي النار حرقوهو زيادة
الذوق والشعور توجو البحبو
قالوا لي الزهور تعشقو وتحبو
هامو العاشقين والكل صار محبو
يا الهلكته الناس حبك صار عبادة
قالوا العاشقين للحمام الزاجل
أنت يا حمام في القريب العاجل
امشي للحبيب بس أوعك تغازل
تجرح الملاك الخديدو ساده
انت يا طيور قولي للازاهر
العشوقه أنا ديمه ليها مساهر
والحبيب هناك في صباهو الزاهر
صدى عني ونام.