مجازر الفاشر وبارا .. العالم ينتفض في وجه المليشيا
مجازر الفاشر وبارا .. العالم ينتفض في وجه المليشيا
أمدرمان: الهضيبي يس
نظم مجموعة من السودانيين بدول الاتحاد الأفريقي، والأوربي واسيا تظاهرات تزامنت مع إعلان مسبق للخروج للتنديد بالمجازر التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين العزل خلال الأسبوع الماضي بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور ومدينة بارا بشمال كردفان وراح ضحيتها آلاف المواطنين مابين قتيل وجريح. ووجدت التظاهرات قدرا كبيرا من التأييد والمناصرة من جانب منظمات المجتمع المدني والعاملة في الحقل الإنساني إقليميا ودوليا، مشيرين إلى أنها تأتي في إطار المطالبة بتحقيق دولي شفاف لكشف هذه الجرائم، فضلا عن تصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية كمجموعة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ببلاد الشام – وجماعة بوكا حرام بمنطقة غرب أفريقيا.
بالمقابل أجمع أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي على ضرورة تصنيف مليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية نظير ما تقوم به من أفعال لا تتسق مع القوانين والأعراف الدولية وتنافي المبادئ الإنسانية لوثيقة الحقوق الدولية بجنيف. بل ودعت هذه المجموعة لاستصدار مذكرة توقيف بحق قيادات الدعم السريع من قبل المحكمة الجنائية الدولية واخضاعهم للمحاسبة.
بينما تفاعل آلاف السودانيين داخل وخارج السودان مع تصريح أدلى به الرئيس التركي رجب طيب أوردغان بضرورة التعاطي مع قضية الحرب في السودان. وكشف أن ما يتعرض له السودانيين من انتهاكات، ومجازر وقعت في مدينتي الفاشر وبارا، يتطلب من وسائل الإعلام توجيه انظارها نحو ذلكم البلد الأفريقي ونقل مايدور فيه. ووجدت دعوة أردوغان قدرا كبيرا من الاستحسان َالتعاطف والترند على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وشدد البعض بأهمية عقد صفقات لدفاع المشترك مابين السودان وتركيا بصفة عسكرية، واقتصادية لصالح الجيش بما يعزز استراتيجية انهاء الحرب.
كذلك فقد كشفت لجنة حماية الصحافيين الدولية (CPJ) في تقرير حديث لها أن مدينة الفاشر أصبحت مسرحاً لانتهاكات جسيمة بحق الصحافيين منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة. وأشار التقرير إلى أن 3 صحافيات على الأقل تعرّضن للاغتصاب على يد مقاتلي الدعم السريع خلال الهجوم الأخير، فيما اختفى 13 صحافياً وصحافية بعد سقوط المدينة، وفق ما أفادت به منظمات حقوقية محلية. وأكدت اللجنة، أن الانتهاكات تشمل أيضاً الاعتداء الجسدي، الاختطاف، احتجاز المكاتب الصحافية وتحويلها إلى مراكز اعتقال، وممارسة العنف الجنسي ضد الصحفيات، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تم توثيقها أحياناً من قبل مرتكبيها أنفسهم ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالبت اللجنة بحماية جميع الصحافيين في الفاشر والإفراج الفوري عن المختفين.
ويؤكد المحلل السياسي والكاتب الصحفي محمد عثمان الرضي بأن هناك تحركات إقليمية ودولية تجاه ما يحدث في السودان من حرب، أحرجت مؤخرا بعض الأنظمة والحكومات التي لها نفوذ بالمنطقة على مستوى اتخاذ القرار ووسط معلومات تنساب بضلوع أطراف قامت بتوفير الدعم لمليشيا الدعم السريع بصورة لوجستية وعسكرية مما مكنها من إسقاط عدة مدن سودانية وتنفيذ انتهاكات بحق المواطنين العزل. ويضيف الرضي: اتجاه السودانيين لتنظيم وقفات احتجاجية، ورفع مذكرات لمنظمات الأسرة الدولية، وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي لتشكيل رأي عام، أحرج الحكومات والمؤسسات التي كثيرا ماتماهت مع مليشيا الدعم السريع، وهو ما سيكون له تأثير ومالآت داخلية باحداث تغيير لتلك السياسات أو سقوط الأنظمة الحاكمة التي أضحت تجابه ضغوطا على شاكلة ضرورة الابتعاد عن الحرب في السودان. وزاد: وفي موازاة ذلك يتوجب المزيد من التحركات الدبلوماسية واقامة شراكات تحمل البعد الاستراتيجي لتكوين قوة دفاع مع دول تحتاج للسودان بصورة جيوسياسية والاستفادة من إمكانيات وموقع السودان الجغرافي الذي يمثل أهمية قصوى ويتصل بعدد من الملفات مثل أمن منطقة البحر الأحمر، ومكافحة الجماعات الإرهابية، والهجرة غير الشرعية، والموارد المعدنية.