ليالي السادة – فرقة الصحوة
السادة عند الأتقياء الاخفياء هم أبناء السودان من المساكين المشردين الآن في بلادهم وفي بلاد الآخرين بعد النكبة، السادة الذين حين غادروا قسرا خلت المساجد وأقفرت المزارع ونضب الضرع والنبع وماتت الأماني والأغنيات وقدمت الأفراح استقالتها من ليالي بلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا. ولكن -رويدا رويدا- سكنت المصيبة وارتدت للجماهير الأنفاس والطمأنينة والرضا وعاد السادة -من جديد- ليملؤوا الآفاق والقرى والحواضر بإطلالتهم الثرية البهية بالمعارف والمآثر. وعادت الساحات -من جديد- وهي تردد أناشيد البو ح في حق المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وتطلق نداء الأمسيات الندية (يا ليالي السادة عودي لنبينا طه جودي) وفي المقدمة ينتظم طليعة الصحوة بأصواتهم الشجية إيذانا بالعودة الحميدة التي لن تنقطع إلا أن تمتلئ أرض السودان قمحا ووعدا وتمنى. وهي هدية منا للمهندسة الروائية أميمة عبد الله وهي تقف في نداوة النساء وبسالة الرجال منذ الفجر إلى آخر الليل وهي تشرف في حب وصدق على مشروع العودة الطوعية لبلادنا والذي يشكل ماسة نفيسة على جيد منظومة الصناعات الدفاعية التي يرعى مشروعها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وجيشه الباسل ويديرها في شرف وعطاء وتجرد الفريق أول ميرغني أدريس سليمان رجل الكفاح والسلاح، وأركان حربه من المتعففين الذين لهم في خدمة الشعب عرق، نائب المدير اللواء الجيلي تاج الدين أبو شامة والدكتور نصر الدين حسن، وبقية الجنود المجهولين زهدا وكرامة. ويتواضع الجميع محبة وانتماء للصالح العارف سيد الزريبة وكبير كردفان الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله البرعي الذي منحنا كل هذا الجمال والجلال والكمال في مدح صحاب الهجرة والعودة الأولى المصطفى صلى الله عليه وسلم.