من دون صلاح.. ليفربول يصعق إنتر في عقر داره
رصد: ألوان
تناسى ليفربول همومه ومشاكله الداخلية، وحقق فوزا ثمينا على مضيفه إنتر ميلان 1-0 مساء اليوم الثلاثاء، ضمن الجولة السادسة من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا.
وأحرز المجري دومينيك سوبوسلاي، هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء في الدقيقة 88. وارتقع رصيد ليفربول إلى 12 نقطة ليقفز إلى المركز الثامن مؤقتا، فيما بقي رصيد إنتر ميلان 12 نقطة أيضا في المركز الخامس.
تشكيلتان تعكسان نوايا هجومية
دخل ليفربول اللقاء بتشكيل ضم أليسون في حراسة المرمى، وأمامه جو جوميز، إبراهيما كوناتي، فيرجيل فان دايك، وأندرو روبرتسون، بينما شكّل خط الوسط كل من جرافينبرش، أليكسيس ماك أليستر، وسوبوسلاي إلى جانب كورتيس جونز، في حين قاد الهجوم الثنائي إيكيتكي وإيزاك.
وجاء جلوس فيرتز على دكة البدلاء مفاجأة لافتة، خصوصا في ظل استبعاد النجم المصري محمد صلاح بعد تصريحاته الغاضبة.
في المقابل، اعتمد إنتر على يان سومر في المرمى، وأمامه لويس هنريكي، أتشيربي، باستوني، وأكانجي، فيما قاد الوسط، الثلاثي هاكان تشالهانوجلو، باريلا، ومخيتاريان، مع ديماركو على الطرف، وثنائي هجوم ناري: لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام.
بداية هادئة
جاءت الدقائق الأولى حذرة من الطرفين، قبل أن يتلقى إنتر ضربة مبكرة في الدقيقة 11 بعد تعرض تشالهانوجلو لإصابة أجبرته على مغادرة الملعب، وحل مكانه زيلينسكي، في تبديل أربك نسق أصحاب الأرض.
وبعدها بدقيقتين فقط، نال مارتينيز أول بطاقة صفراء في اللقاء، بعدما اندفع بقوة على أندرو روبرتسون في تدخل “طائر” أثار اعتراضات لاعبي ليفربول، لكنه أفلت من الطرد المباشر.
بدأ ليفربول في فرض شخصيته تدريجيًا، وهدد مرمى إنتر في الدقيقة 18 بتسديدة قوية من كورتيس جونز من داخل المنطقة، تطلبت تدخلًا ناجحًا من حارس النيراتزوري يان سومر.
ولم تمضِ سوى ثوانٍ حتى عاد الحارس السويسري ليُختبر مجددًا أمام تسديدة صاروخية من جرافينبرش من مسافة 25 ياردة، أنقذها بصعوبة ليؤكد أحقيته بنجومية مبكرة.
رد إنتر وإصابة جديدة
لم يتأخر رد أصحاب الأرض كثيرًا، ففي الدقيقة 26 صنع لاوتارو فرصة من العدم عندما تلاعب بالدفاع خارج المنطقة ومرر كرة ذكية لتورام داخل الصندوق، لكن فان دايك كان في الموعد بقراءة مثالية ومنع الخطر بتدخل حاسم.
وعاد ليفربول بعدها مباشرة ليهدر فرصة ثمينة عبر إيكيتكي في الدقيقة 29، إثر انطلاقة رائعة في عمق دفاع إنتر، تجاوز خلالها أتشيربي بقوة السرعة، قبل أن يسدد كرة قوية أبعدها سومر إلى ركنية.
ولم تتوقف متاعب إنتر عند ذلك، إذ اضطر مدربه لإجراء تبديل ثانٍ بداعي الإصابة في الدقيقة 30 بعد خروج أتشيربي، ليدخل بدلا منه بيسيك، في سيناريو صعب على الفريق الإيطالي.
هدف ملغى يشعل الجدل
في الدقيقة 32 ظن ليفربول أنه افتتح التسجيل عبر كوناتي، بعد ركلة ركنية ارتقى لها فان دايك وإكيتيكي معًا، لتصل الكرة إلى المدافع الفرنسي الذي حولها برأسه إلى الشباك.
لكن فرحة الضيوف لم تدم طويلا، بعدما تدخلت تقنية الفيديو واحتسب الحكم لمسة يد على إكيتيكي قبل وصول الكرة إلى كوناتي، ليتم إلغاء الهدف وسط اعتراضات عريضة من لاعبي ليفربول، في قرار اعتُبر قاسيًا وفق قوانين البطولة الأوروبية الصارمة.
منذ تلك اللحظة، تغيّرت ملامح المباراة نسبيًا. وكاد باريلا أن يهز الشباك في الدقيقة 40 بتسديدة رائعة من ركلة حرة على مشارف المنطقة، مرت بمحاذاة القائم وسط تحرك متأخر من أليسون.
ثم واصل زيلينسكي نشاطه الهجومي بتسديدة قوية في الدقيقة 43، قبل أن يختبر أليسون مجددًا بتصويبة أخرى في الدقيقة 45+3، تعامل معها الحارس البرازيلي بثبات.
وجاءت أخطر فرص إنتر في الثواني الأخيرة من الشوط الأول، عندما انقض لاوتارو على الكرة برأسية قوية من مسافة عشرة أمتار بعد عرضية متقنة من الجهة اليسرى، لكن أليسون طار ببراعة وأبعد الكرة في واحدة من أجمل لقطات الشوط.
صراع تكتيكي في الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني، واصل إنتر ضغطه، وفي الدقيقة 49 أرسل لاوتارو تمريرة مثالية في ظهر الدفاع إلى مخيتاريان الذي انفرد نسبيًا، لكنه افتقد السرعة في اللمسة الأخيرة، وجاءت عرضيته عرضية باهتة لم تجد تورام.
وردّ ليفربول بدوره في الدقيقة 58 عبر كرة نموذجية من روبرتسون من الجهة اليسرى، وصلت إلى ماك أليستر داخل المنطقة، لكن أكانجي تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعد الكرة ببراعة.
وبعدها بدقيقتين، أطلق لاوتارو تصويبة قوية من خارج المنطقة إثر تحرك ذكي، إلا أن فان دايك وقف سدًا منيعًا وتصدى للكرة في لقطة أكدت تفوقه دفاعيًا.
تبديل تكتيكي
وشهدت الدقيقة 65 لقطة مهارية مميزة من زيلينسكي الذي مرر الكرة من بين قدمي أليكسيس ماك أليستر في وسط ملعب ليفربول، فاتحًا الطريق أمام هجمة واعدة لإنتر، غير أن تمركز الدفاع الأحمر كان مثاليًا وأغلق المساحات سريعًا. وفي نهاية الهجمة، وصلت الكرة إلى تورام على بعد نحو 22 ياردة من المرمى، ليطلق تصويبة مقوسة مرت بجوار القائم.
ولجأ مدرب ليفربول إلى التغيير لتنشيط الجبهة اليمنى والهجوم، حيث غادر كل من جو جوميز وألكسندر إيزاك أرض الملعب، ودخل بدلا منهما برادلي وفلوريان فيرتز، في محاولة واضحة لرفع الإيقاع الهجومي واستعادة السيطرة في وسط الملعب.
ولم تمضِ سوى لحظات حتى ظهر تأثير التبديل سريعًا، بعد أن كان برادلي حاضرًا بقوة في أول لمسة له، إذ تعامل بذكاء مع كرة عالية ولعبها على حافة منطقة الجزاء باتجاه إكيتيكي، الذي سددها مباشرة دون تردد، لكن تدخل باستوني في اللحظة الحاسمة حرم ليفربول من هدف محقق، وتابع جرافينبرش الهجمة بتسديدة قوية من مسافة بعيدة، إلا أن كرته علت العارضة في الدقيقة 70.
ركلة جزاء
وسنحت فرصة خطيرة للغاية لليفربول في الدقيقة 80 عبر برادلي الذي انطلق بذكاء في ظهر ديماركو وتسلّم الكرة داخل منطقة الجزاء من زاوية ضيقة للغاية، ومع غياب أي خيارات للتمرير في العمق، قرر التسديد مباشرة على المرمى، لكن الحارس يان سومر كان في قمة تركيزه، وتهيأ جيدًا للكرة وأبعدها بقبضتيه.
وطالب لاعبو ليفربول بركلة جزاء بعد لمسة فنية ذكية من إكيتيكي الذي هيأ الكرة بكعبه إلى فيرتز داخل منطقة الجزاء، حيث بدا اللاعب الألماني وكأنه تعرض لإعاقة واضحة من قبل باستوني.
واتجه الحكم إلى شاشة تقنية الفيديو، قبل أن يقرر احتساب ركلة جزاء، ليتقدم سوبوسلاي بثقة ويسدد الكرة بقوة ودقة داخل الشباك، مسجلاً هدفًا ثمينا، حسم به الفوز للريدز.