وفد أممي يزور كورما في الفاشر وسط استمرار النزوح

رصد: ألوان

أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في كورما، التابع لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، عن وصول وفد مشترك من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى وحدة كورما الإدارية، الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً شمال غرب مدينة الفاشر. وتُعد المنطقة ملاذاً لعدد كبير من النازحين الفارين من الفاشر. وضم الوفد ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومنظمات اليونيسف، المجلس النرويجي للاجئين، أطباء بلا حدود، أنقذوا الأطفال، لجنة الإنقاذ الدولية، منظمة المثلث، منظمة إنترسوس الإيطالية، إلى جانب منظمات أخرى.

وعقد الوفد اجتماعاً مشتركاً بمقر مكتب التنسيق الإنساني في كورما، واستعرض المكتب الأوضاع الإنسانية المتدهورة والاحتياجات العاجلة للنازحين القادمين من مدينة الفاشر ومعسكراتها. كما زار الوفد مستشفى كورما الريفي ومعسكر سلك للنازحين، للوقوف على الأوضاع الصحية والمعيشية وتقييم الاحتياجات الأساسية، في وقت تشكو فيه منظمات دولية من عدم السماح لها بالوصول إلى مدينة الفاشر.

وكشف نازحون وصلوا إلى منطقة طُرة، الواقعة على بعد 7 كيلومترات شمال الفاشر، لراديو دبنقا عن تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، مشيرين إلى توقف “التكية” التي كانت تقدم الطعام، وانعدام وصول أي مساعدات إنسانية. كما أفادوا بأن قوات الدعم السريع تحتجز عدداً من أسرى الجيش في مراكز داخل المدينة.

وفي الولاية الشمالية، أعلنت السلطات عن ارتفاع عدد النازحين من الفاشر إلى أكثر من عشرة آلاف شخص، فيما أشار متطوعون إلى أن عدد من وصلوا إلى الدبة والمناطق المجاورة تجاوز خمسة آلاف نازح، مؤكدين أن المبادرات الطوعية تنشط في تقديم الدعم الإنساني رغم محدودية الموارد.

وأفاد متطوعون بحدوث نزوح يومي يتراوح بين خمسين إلى سبعين أسرة إلى مدينة الطينة، بعد فرارهم من الفاشر، مشيرين إلى أن النازحين يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء والإيواء، فيما تحتاج النساء الحوامل إلى خدمات الصحة الإنجابية والتغذية. وحذّرت منظمة اليونيسف من أن الوضع الغذائي بين النازحين لا يزال حرجاً للغاية، حيث أظهرت الفحوصات الأخيرة أن 14.6% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو الشكل الأكثر فتكاً، بينما تبلغ نسبة المصابين بسوء التغذية الحاد 45%، ما يعكس حجم الأزمة الصحية المتفاقمة في المنطقة.

ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية. وفي السياق ذاته، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بشن “عمليات قتل من منزل إلى منزل”، إلى جانب “هجمات وحشية أخرى تستهدف المدنيين بلا تمييز”، ووصفت هذه الانتهاكات بأنها خرق صارخ للقانون الإنساني الدولي. وطالبت العفو الدولية المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والحاسم، مؤكدة أن الصمت والتقاعس يتيحان لمرتكبي الفظائع الإفلات من العقاب، ويزيدان من تعقيد الوضع الإنساني في دارفور.