أبوفاطمة يكشف فظائع المليشيا في الفاشر
بريتوريا: ألوان
قدم السيد عثمان أبوفاطمة آدم سفير السودان لدى جنوب أفريقيا إحاطة شاملة حول الانتهاكات والفظائع التي ارتكبتها مليشيا الجنجويد الإرهابية بمدينة الفاشر مؤخراً لأعضاء البرلمان الأفريقي، ضمن الجلسة التي خصّصت لمناقشة حالة السلم والأمن الأفريقي بالتركيز على السودان ومدغشقر ضمن جدول أعمال الدورة العادية السادسة للبرلمان الأفريقي، وذلك بمباني البرلمان الأفريقي بمنطقة ميدراند المتاخمة لمدينة جوهانسبيرج، بتاريخ 4 نوفمبر 2025م.
وأشار سيادته خلال الإحاطة لأهمية هذه الجلسة التي تتزامن مع تداعيات أحداث مدينة الفاشر التي هزت ضمير العالم ، كما ترحم على أرواح الضحايا الذين قتلوا خلال إجتياح مليشيا الجنجويد الإرهابية المدعومة من الخارج.
واسترسل سيادته قائلاً أن حوالي 2000 شخص قتلوا ، منهم 500 شخص تم قتلهم في يوم واحد في المستشفى السعودي للولادة من مرضى ومرافقين. وأن هذه المجزرة تمت بتواطؤ من العالم وتحت أنظاره لأنها أتت بعد حصار غاشم علي المدينة استمر لحوالي ١٨ شهراً.
وأوضح بأن السـرديات المشوهة قد غبّشت الحقائق المتعلقة بالحرب في السودان حيث يتم تصوير الحرب بأنها حرب بين قوتين عسكريتين أو جنرالين يتحاربان للحصول على السلطة بالقوة، أو أن المليشيا الإرهابية تسعى لإحلال الديمقراطية في السودان في حين أن هذه السـرديات غير صحيحة ومجافية للحقائق والحقيقة أن ماتم هو محاولة فاشلة للاستيلاء علي السلطة واستهداف خارجي وحملة تدمير واسعة للبلاد .
وأضاف أن ما مكن هذه المليشيا الإرهابية لإرتكابها لتلك الفظائع هو الدعم الذي ظلت تجده من قبل دولة الإمارات الراعية الأساسية للمليشيا وأن من الأسباب القوية لهذا الدعم هو تهريب الذهب.
كما اشار بأن استـمرار الحرب قد أدى لكارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث نزح حوالي 15 مليون سوداني من مناطقهم، ولجأ منهم حوالي 3 مليون للدول المجاورة. وتعد المليشيا المتمردة وداعمتها الإقليمية المسؤول عن الإنتهاكات والمجازر الموثقة دولياً وإقليمياً.
وأن المليشيا المتمردة قتلت حوالي 10،000 شخص من قبيلة المساليت بدافع الإبادة الجماعية في مدينة الجنينة في يوليو 2023م. وأن الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، ومجلس السلم والأمن الأفريقي قد أدانوا هذا الفعل ووصفوه بالإبادة.
وأن هذه الأفعال الشنيعة تم تكرارها مرة أخرى في مدينة الفاشر بعد حوالي 18 شهر من الحصار والتجويع لسكان المدينة ، وبالرغم من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 والذي قضـى بفك المليشيا الإرهابية حصار مدينة الفاشر فوراً وفتح الممرات الإنسانية لايصال المساعدات، لكنها لم تستجب.
أضاف سيادته أيضاً أن الإمارات ظلت تدعم المليشيا الإرهابية، وهو أمر موثق من قبل العديد من الجهات الموثوقة. وأن الحكومة السودانية تقدمت بعدد من الشكاوى ضد الإمارات بمجلس الأمن الدولي.
وتسآءل سيادته كيف يمكن أن يتم دعوة الإمارات لتناول الشأن السوداني في محفل أفريقي، ففاقد الشيء لايعطيه، ومن يقوم بشن الحرب لا يمكن أن يصنع السلام. وأنه يتعجب لجرأة الإمارات فثروتهم تمنحهم فرصة تجاوز العدالة.
وأنه يستغرب كيف أن ضمائر قادتها لا يصيبها الاضطراب لمقتل الآلاف من السودانيين بواسطة أسلحتهم ومرتزقتهم التي يقومون بإرسالها للمليشيا المتمردة الإرهابية. وأنهم كانوا يهدفون لإنشاء حكومة لتكون دُمية في أيديهم تعمل لصالحهم ولذلك أسهموا في إعلان حكومة موازية في مدينة نيالا لسـرقة ونهب موارد السودان، والتي تم رفضها من المجتمع الدولي وأن الدول الأفريقية يجب أن تكون واعية لهذا الاستغلال الاستعماري الجديد.
كما أوضح سيادته أن الإمارة النفطية، إشترت صمت العديد من الدول والمؤسسات، ولكنها لن تتمكن من شراء ضمائر السودانيين الأحرار والذين سيواصلون مقاومتهم حتى يتم طرد مرتزقة المليشيا وأعوانها كما تم طرد القوى الاستعمارية في السابق، وتلقينهم درساً قاسياً.
وفي ختام الجلسة، تقدم السيد/ السفير بالشكر لكل أعضاء البرلمان الذين دعموا وناصروا السودان وأدانوا الانتهاكات الجسيـمة والمجازر التي تعرض لها الشعب السوداني، لاسيما في مدينة الفاشر.
وطالب أعضاء البرلمان الأفريقي بإصدار بياناً قوياً يدين إنتهاكات المليشيا المتمردة خاصة المجازر بالفاشر. وتصنيف مليشيا الدعم السـريع منظمة إرهابية وعدم السماح لها بالتعامل مع الدول الأفريقية أو استقبال قادتها أو منسوبيها. وأيضاً الدعوة لاحترام القانون الإنساني والدولي وقانون حقوق الإنسان وإدانة الدول التي تعمل على تأجيج الصـراعات وتهريب السلاح والمرتزقة لدعم المليشيا الإرهابية.
وقد كانت الإحاطة التي تقدم بها سيادته فرصه مناسبة لقطع الطريق على من يريدون تمرير سرديات غير صحيحة بشأن ما يحدث في السودان في البرلمان الأفريقي، و لتحسين صورة الإمارات عبر شخوص تتقلد مناصب رفيعة لمؤسسات عالمية تعمل لنشـر شعارات رنانة كترسيخ قيم التسامح والعفو والتصالح في مقابل ادوار خفية مشبوهة.
كما نجح سيادته في حشد أعضاء البرلمان الأفريقي لصالح مناصرة قضية السودان وشعبه في مواجهة العدوان الذي يتعرضون له، وحثهم للمطالبة بتصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية وإدانة الدعم الإماراتي لها ومنع تمددها في القارة والتأكيد علي عدم منح قادة المليشيا المتمردة والدول الداعمة لها التحدث في المنابر الأفريقية وعدم التعامل معهم لإرتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وابادة جماعية.