حسين خوجلي يكتب: هذه الحكاية ليس لها أي علاقة بالأحداث الجارية في بلادنا
حسين خوجلي يكتب:
هذه الحكاية ليس لها أي علاقة بالأحداث الجارية في بلادنا
مثلما لشياطين الإنس من عداء مع الشعوب والبلدان والإنسانية المتمثلة في المخابرات والجيوش الإستعمارية وقادة الشركات المتعددة الجنسيات للسلاح الفتاك والربا ،ومثلما لأبالسة الجريمة الفتاكة من أوجه وقيادات ومثلما لهم جلسات وحكايات وسخريات صغيرة وكبيرة فكذلك لشياطين الجن وأبالستهم الكبار الذين ابتدروا المعصية منذ أن أبى كبيرهم أن يطيع أمر الخالق العظيم ويجعل خطته لإغواء البشرية واستدراجها نحو النار بذلك الطلب الغريب الذي وثقه القرآن يتلى أناء الليل وأطراف النهار قال تعالى:
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)
ومن الحكايات التي فيها الكثير من التدبر والعبر التي يرويها في لحظات إستراحة فلاسفة الإيمان واليقين بعيداً عن وعثاء الجدل وغامض المنطق والإستدلالات على أهل الماديات والإلحاد، وهي حكاية متداولة بكثير من الروايات واللغات ولكن الأصل في الرمز واحد قيل: أن الشيطان كان يتجول في المدينة يتأمل الناس وهم يتعسرون في أمر معاشهم ولا ينتبهون لأمر معادهم وعندما أرهقهه التجول في المدينة المكتظة بالسكان والسيارات وزعيقها وصراخ الباعة المتجولين خرج إلى ريف المدينة ليستنشق هواء معافى من الأجواء الملوثة وفحيح عوادم السيارات، وبالقرب من مزرعة مثمرة وجد حماراً مقيداً إلى شجرة وقد ذهب عنه صاحبه دون ان يدع له طعاماً أو شراباً كل ما حاول الفكاك أثبته القيد وشد وثاقه ففكر الشيطان بمكره وخبثه ونوى أن يجعل من هذه الحالة العابرة فتنة لا تُبقي ولا تذر فأطلق صراح الحمار الجائع وفتح له سور الحديقة القريبة فلم يصدق الحمار الجائع فأصبح يعيث فيها فساداً فأهلك حرثها وثمرها وأشجارها وهدم شلالات ماءها الرائقة ، فهب إبن صاحب الحديقة مزعوراً من هذا الخراب و أراد أن يوقف الشر المستطير فنتاش الحمار بغدارته فخر صريعا .
هرع صاحب الحمار على صوت الرصاص وتوجه صوب الشجرة الخالية وأخذ يتلفت يمنة ويسرة باحثاً عن حماره فوجده قتيلاً عند الحديقة القريبة فأدرك ما فعله الصبي فقتله إنتقاماً لدابته. هرول والد الصبي نحو صاحب الحمار فقتله ثأراً لابنه وجاءت قرية صاحب الحمار والتحمت في ملحمة ضارية مع قرية صاحب الحديقة فازدحمت الطرقات بالقتلى والجرحى والمفجوعين والأيتام والأرامل وتسامعت الأرياف البعيدة بالحادثة المروعة وبلغت قبيلة صاحب الحمار وقبيلة صاحب الحديقة فدارت معارك شرسة (بين الطائفين) وانضمت قبائل أخرى موالية لكل طرف فأصبحت المعركة قومية بل أن الجيش المركزي للدولة إنقسم إلى طائفتين طائفة تؤازر قبائل الحمار وأخرى تؤازر قبائل الحديقة، واجتمعت المنظمات الأفريقة والعربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن لإيقاف المقتلة دون جدوي .
وحتى صدور هذا العدد من ألوان ما زالت المعركة دائرة في شراسة تَمُدها بعض الجهات الأجنبية بالسلاح والعتاد والمناصرة المعنوية والدبلوماسية وإزدهرت تجارة السلاح والمرتزقة في واقعة (داعس والغبراء) المعاصرة التي احتفت بها الصحف والقنوات ووكالات الأنباء وفي كل يوم جديد تزداد أوار الحرب العالمية الثالثة ويمتد لهيبها لكثير من العواصم والبلدان المجاورة .
وفي حانة غير بعيدة من المشهد المتصاعد قبحاً ونزيفاً وقتلاً وحريقاً واغتصاباً وجحيماً جلس الشيطان وهو يمتص كأساً من النبيذ بأشداق وشفاه تختزن بالضحكات الساخرة والإبتسامات الصفراء، هنا تكاثف حوله الشياطين الكبار والصغار متسائلين بصوت واحد ماذا فعلت أيها الوالد المؤسس؟
قهقه الشيطان بضحكة شقت البلاد من أقصاها إلى أقصاها وقال لهم في هدوء وبرود يُحسد عليه : لم أفعل شيئا فقط أطلقت صراح الحمار.
ملحوظة: هذه الحكاية ليس لها أي علاقة بالأحداث الدامية الجارية في بلادنا.